ضغوط الحياة المختلفة سواء في العمل أو الدراسة واحدة من القضايا اليومية التي تؤرق كل شاب، وفي الوقت الذي ينجح البعض
في تحويلها إلى دافع للنجاح والتفوق فإن آخرين يصابون بالإحباط، ويتم تدمير حياتهم بصورة كاملة على صخرة الضغوط والأعباء.
كلنا من يختار الطريق الذي يريده في التعامل مع الضغوط، فهي يمكن أن تكون أفضل وسيلة إلى تفجير طاقتك الإبداعية وشحذ همتك كي تواصل طريقك نحو المزيد من التميز والتفوق، ولكن إذا تعاملت معها بشكل سلبي فسوف تؤدي إلى إصابتك بالخوف والغضب والقلق وشعورك بالذنب، ويمكن أن يؤدي تأثير كل هذه العوامل مجتمعة إلى إصابتك بحالة من حالات الإحباط العقلي والوجداني على حد قول الدكتور صالح الغامدي خبير التنمية البشرية.
العديد من الضغوط التي تواجه الشباب ووفقا لبحوث علم النفس حديثاً سببها فقدان قيم الانتماء والإحساس بالاغتراب، بالإضافة إلى الخلافات مع الأبوين، كما تلعب البطالة وكثرة الإغراءات التي تعرضها وسائل الإعلام المختلفة دورا كبيرا في حدوثها وفقا لما يؤكده الغامدي.
القرار السليم
عدم القدرة على التخلص من تأثير هذه الضغوط يؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان حيث يؤدي إلى زيادة القلق و يترجم هذا
بشكل عوارض جسدية متعددة مثل قرحة المعدة، واضطرابات الغدة الدرقية، وسقوط الشعر، وتشنج القولون، و البول السكري،
وآلام الأسنان، وضغط الدم، والحساسية الجلدية، والتهاب المفاصل وفقا لما قاله خبير التنمية البشرية.
كما يؤدي الوقوع المستمر تحت كاهل العديد من الضغوط إلى تشويش التفكير، و ضعف الذاكرة، وغياب القدرة على اتخاذ القرار السليم مما يزيد من التصرفات غير المتزنة لدى الشاب وفقا لما يؤكده الغامدي فإنه على مستوى السلوك تزيد حساسية الشخص فيثور لأتفه الأسباب مما يؤدي إلى شعوره الكبير بالندم في العديد من الأحيان وعلاوة على هذا فإن ميل الشاب يزداد نحو العزلة والابتعاد عن الناس، كما أن أخطاءه بحق الآخرين تكثر بسبب أو بدون سبب .
مرحلة المقاومة
و الغالبية العظمى من الشباب يفضلون الهروب أو الانسحاب من مواجهة الضغوط التي يتعرضون لها وهو ما يفسر إقبال البعض منهم على تعاطي العقاقير والمخدرات وبصورة عامة فإن تصرف الشاب ينبع من نمط شخصيته طبقا لما يؤكده الغامدي.
وللضغوط مؤشرات ودلالات يمكن التعرف عليها من خلالها قبل أن تتمكن من السيطرة على صاحبها بصورة كاملة فهي تمر بثلاثة مراحل وهي الإنذار؛ حيث تبرز مؤشرات نفسيّة مثل التوتر، أو جسدية مثل رعشة اليدين، وهنا يشعر الإنسان ببعض الأشياء التي تُنذر بالخطر، وبعدها تأتي مرحلة المقاومة؛ حيث تبدأ أجهزة الجسم في العمل كي تتكيف مع هذا الخطر، ثم تأتي مرحلة الانتصار أو الإجهاد، وطبقا لما يؤكده الغامدي فإن الشاب يمكن أن ينتصر على هذا كله من خلال إتباع استراتيجيات مقاومة الضغوط التي تساعده على أن يضع الأمور بميزانها الصحيح.
الجانب الروحي
وما يجب على الشاب إدراكه جيدا أن عدم تمكنه من السيطرة على الضغوط التي يتعرض لها قد يتسبب في تدمير حياته بصورة كاملة والقضاء على جميع آماله وطموحاته في التفوق والاجتهاد.
وللتغلب علي ضغوطنا اليومية لابد لنا من التعرف على بعض الاستراتيجيات التي تساعدنا على هذا وأهمها تنمية الجانب الروحي الذي يساعدنا على التعرف على السبب الحقيقي لوجودنا على الأرض وهو أن نعبد الله عز وجل ولا نشرك به شيئا
ومن الأمور التي تساعد الشاب أيضا على مواجهة ضغوط الحياة المتنوعة المحافظة على الذكر، خاصة في أوقات الانتظار، والصلاة بخشوع والإحساس بقدرة الله عز وجل، الامتنان لنعم الله عز وجل، ومحاولة التخلص من العادات السيئة كالتدخين وشرب المنبهات كما يقول الغامدي.
كما أن الإنسان عندما لا يجد لديه الإمكانيات الكافية للتعامل مع الضغط الذي يتعرض له بصورة زائدة، فبإمكانه وفي بعض الأحيان تجنب المواجهة لحين استجماع قواه مرة ثانية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق